Nov. 13, 2025
الـ هَذَيان التذكّري (Confabulation) هو اضطراب عصبي نفسي يقوم فيه المريض بإنتاج ذكريات زائفة دون نيةٍ للخداع.
يعتقد المريض أن ما يقوله حقيقي، ولهذا يُطلق عليه أحيانًا "الكذب الصادق".
تُشير الفرضية إلى أن المريض يُولِّد هذه المعلومات كآلية تعويضية لملء الفجوات في ذاكرته.
تعمل هذه الآلية على تحقيق التماسك الذاتي، ودمج الذكريات، وربطها بالذات.
قد تشمل الهذيانات التذكّرية تفاصيل بسيطة مثل تواريخ الميلاد، أو قد تكون قصصًا خيالية واسعة النطاق.
يمكن أن تكون هذه الذكريات قابلة للتصديق أو غريبة وغير منطقية.
كما أن مواجهة المريض بمعلومات تناقض روايته قد تزيد من تمسكه بالهذيان في محاولة لتبرير قصته.
أكثر الحالات شيوعًا التي يُلاحظ فيها الهذيان التذكّري هي متلازمة كورساكوف الناتجة عن اعتلال دماغي فيرنيكي، حيث يُعاني المريض من فقدان الذاكرة التقدمي بالإضافة إلى الهذيانات التذكّرية.
كما لوحظت هذه الحالة في أمراض أخرى مثل:
الخَرَف من نوع ألزهايمر
إصابات الدماغ الرضّية (Traumatic Brain Injury)
الفصام (Schizophrenia)
الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)
تمدد الشريان الرابط الأمامي (Anterior Communicating Artery Aneurysm)
العمى القشري المصحوب بمتلازمة أنطون (Anton Syndrome)
ومع ذلك، يمكن أن تظهر هذه الحالة أيضًا لدى أشخاص أصحاء ظاهريًا.
ترتبط عدة آفات دماغية بظهور هذه الظاهرة.
فعلى الرغم من أن معظم الاضطرابات المرتبطة بالهذيان التذكّري تتعلق بآفات في القشرة الجبهية المدارية (Orbitofrontal) أو القشرة الجبهية الأمامية البطنية الإنسية (Ventromedial Prefrontal Cortex)، إلا أن الخلل قد يحدث أيضًا في:
تحت المهاد (Hypothalamus)
الأجسام الحلمية (Mammillary Bodies)
النواة الظهرية الإنسية في المهاد (Dorsomedial Nucleus of the Thalamus)
ونظرًا لتعقيد فسيولوجيا الذاكرة، يصعب تحديد الآلية الدقيقة لتكوّن الذكريات الزائفة.
توجد عدة نظريات تفسر تطوّر الهذيان التذكّري ودوافعه، لكنها لا تزال غير حاسمة.
قد تكشف اختبارات الذاكرة عن وجود أخطاء في الوظائف التنفيذية، أو الخلط في السياق الزمني، أو انخفاض سعة الذاكرة.
يمكن التمييز بين نوعين من الهذيان التذكّري:
الهذيان المستحث (Provoked Confabulation):
يظهر عندما يتم استجواب المريض مباشرة، فيولّد ذاكرة زائفة كردّ على السؤال.
يرتبط هذا النوع غالبًا بخلل في الذاكرة الذاتية والسياقية (مثل التواريخ، والأماكن، والأحداث العامة).
مثال: عند سؤال المريض "من هو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة؟"، قد يُجيب إجابة خاطئة بدل أن يقول "لا أعرف".
الهذيان العفوي (Spontaneous Confabulation):
يظهر دون أي محفّز خارجي، وغالبًا لا يحدث أثناء المقابلة الطبية، بل في مواقف الحياة اليومية.
ينتج عن الخلط الزمني أو محاولة المريض تفسير مواقف معينة لنفسه.
قد يُلاحظ ذلك في محادثات عادية مثل حديث المريض على مائدة الطعام عن أحداث لم تقع مطلقًا.
بينما تمثل الهذيانات التذكّرية ذكريات زائفة، فإن الأوهام هي معتقدات زائفة.
يرتبط الهذيان التذكّري غالبًا بمتلازمة كورساكوف، بينما ترتبط الأوهام أكثر بالفصام.
ومع ذلك، يمكن أن تتواجد الاضطرابات في معالجة المعلومات في كلتا الحالتين.
حاولت الأبحاث التفريق بين الدوافع وراء الهذيانات والأوهام، لكنها لم تتوصل إلى نتائج قاطعة.
لذا يُعتقد أن كلا الحالتين قد تمثلان تجليات مختلفة ضمن نفس الطيف المرضي.
يرتكز العلاج عادةً على علاج الاضطراب الأساسي، مثل:
استخدام الثيامين (Thiamine) لعلاج متلازمة كورساكوف.
استخدام مضادات الذهان لعلاج الفصام.
كما يمكن أن تساعد إعادة التأهيل المعرفي متعددة التخصصات في تحسين الحالة.
ومن التدخلات المفيدة:
الاحتفاظ بمذكرات يومية.
التدريب على مراقبة الذات (Self-Monitoring Training).
وقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في بعض الحالات.
يمكنك الوصول إلى أسئلة متعددة الخيارات مجانية حول هذا الموضوع عبر الرابط التالي:
🔗 Access free multiple choice questions on this topic
Click for English Version
Latest Blogs
Start your course with ease by downloading our mobile app.
Google Play
App Store
Powered By Ositcom
Be Expert © 2024 | All rights reserved